حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[إكرام الله لعلي (ع) بالعقل في صغره، وبقاء ذلك في ذريته]

صفحة 107 - الجزء 1

  ورووا أن عمران بن حصين كان يرى الحفظة ويكلمونه وغير ذلك.

  فما فاهوا بكلمة فيما أعلمه ولا جرحوا راويه.

  وأما علي فلا يصبروا على ذلك ألا ترى أن عبدالله بن أبي داود رمى أنس بن مالك وأزواج النبي ÷ بالزور والبهتان عند رواية حديث الطير، وقال: إن صح حديث الطير فنبوة محمد ÷ باطلة.

  ومن الإحتراق أيضاً: ما تكلم به ابن الجوزية عند حديث المؤاخاة ودفعه له وشواهده، والحديث ذي شجون؛ فلنعد إلى ما نحن بصدده.

[إكرام الله لعلي (ع) بالعقل في صغره، وبقاء ذلك في ذريته]

  والحديث وشواهده يدل على أن الله خص أمير المؤمنين من الكرامة ما لم تكن لغيره من الأمة:

  منها: العقل الذي أوتيه مع صغر السن والحداثة، وهو مناط التكليف بالإجماع، وليس لأول وجوده حد محدود فيدعيه مدع، وليس على الله بمستنكر أن خص علياً بأن رزقه العقل طفلاً كما رزق غيره نعمة من الله ولطفاً وفضلاً، وقد جاء في ولده ما رزقه حدثاً كالإمام عبدالله بن حمزة فإنه لم يبلغ أربع سنين حتى حفظ القرآن وهو مع ذلك يتأسف على ما قد فات من عمره، وكان والده يهون عليه الأمر ويقول: يا بني إنه لم يمض ما يمكنك تفعل غير ما فعلت أو نحو ذلك.

  وكذا الصبي⁣(⁣١) الذي وقف عليه ابن منصور وهو يريد أن يسأل عمه عن مسألة قد أشكلت عليه وقد كان مات العم، فاستفسر الصبي عنها، فأجاب عليه فيها بما بل غليله؛ قال محمد: لو كان علي بن أبي طالب حاضراً ما أجاب إلا بما أجاب به الصبي.

  وكذا ما كان من موسى بن جعفر في حداثته من إفتائه للإمام أبي حنيفة في مسألة فاعل المعصية من هو.


(١) لعله ولد لعلي بن جعفر بن محمد $ أو قريب له، قال محمد: ينبغي أن يكون له يعني من العمر قريب من عشر سنين. تمت.