[تضعيف الشبهة رقم [5] عن أبي هريرة]
  ومعارض أيضاً: بما رواه الحلبي في سيرته - وهو غير متهم عليه - عن علي # قال: لما أخبر النبي ÷ بموت أبي طالب بكى وقال: «اذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه»(١).
[تضعيف الشبهة رقم [٥] عن أبي هريرة]
  وأما حديث أبي هريرة: هذا فهو من كيسه، على أنه متأخر الإسلام وليس فيه شيء مرفوع، وكلامه عندنا حكمه حكم السراب لأنه رجل فارق أمير المؤمنين ووالى القاسطين وعمل لهم ولا يجهل ذلك إلا جاهل.
  ثم إن الأئمة قد طعنوا في أمانته، قال إبراهيم التيمي: كانوا لا يأخذون عن أبي هريرة إلا ما كان من ذكر جنة أو نار، وقال مرة: دعني من أبي هريرة إنهم كانوا يتركون كثيراً من حديثه.
  وروي عن أمير المؤمنين أنه قال: ألا إن أكذب الناس على رسول الله ÷ أو قال: الأحياء - أبو هريرة الدوسي، ورواه أبو جعفر النقيب العلوي بلفظ: لا أكذب على رسول الله ÷ من هذا الدوسي.
  وروي عن ابن عباس وعائشة أنهما طعنا في حديثه في الإستيقاظ.
  وكذا أنكرت عليه حديث الهرة، ذكره الطيالسي(٢)، وكذبته عند روايته لحديث الطيرة، رواه ابن قتيبة عن أبي حسان الأعرج.
(١) وأخرجه أيضاً ابن سعد في الطبقات الكبرى (١/ ١٢٣)، و ابن عساكر (٦٦/ ٣٣٦)، وابن أبي الحديد في شرح النهج (١٤/ ٢٦٤)، والبيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٣٤٨).
(٢) خبر الهرة هو ما رواه الطيالسي في مسنده (١/ ١٩٩) رقم (١٤٠٠) ولفظه: عن الشعبي عن علقمة قال: كنا عند عائشة فدخل عليها أبو هريرة فقالت: يا أبا هريرة أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة لها ربطتها لم تطعمها ولم تسقها، فقال أبو هريرة: سمعته منه يعني النبي ÷ فقالت عائشة: أتدري ما كانت المرأة؟ قال: لا، قالت: إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة، إن المؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هرة، فإذا حدثت عن رسول الله ÷ فانظر كيف تحدث.