حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الكلام على الشبهة رقم [6] في نزول الآية]

صفحة 121 - الجزء 1

  والتحقيق، أن غيره أولى بتلك الدعوى إلا أن كلامه نفق عند الحشوية.

  وقال السيد العلامة شرف الدين الحسين بن حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبدالرحمن الحسني الرسي: ولقد صح في الأثر أن أبا هريرة الدوسي كذب على رسول الله ÷ أربعمائة حديث فأعطاه بنو أمية على كذبه أربعمائة ألف.

  وقال الجاحظ: لم يكن أبو هريرة ثقة عند علي # وعمر وعائشة وأصحاب ابن مسعود.

  ولو تتبعنا ما قيل فيه لطال الكلام.

[الكلام على الشبهة رقم [٦] في نزول الآية]

  وأما الآية: فمع التنزل لهم إنها نزلت في أبي طالب فهي لا تدل على كفره وقد صرح بذلك الرازي⁣(⁣١).

  ومعنى الآية والله أعلم مع قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٢}⁣[الشورى]، أنك لا تقدر أن تدخل الإسلام قلب من أحببت من قومك ولكن الله يدخل في الإسلام من يشاء، أي يعلم أن الألطاف تنفع فيه فيقرن به ألطافه حتى تدعوه إلى القبول.

  وقد روي أن هذه الآية نزلت عند قول الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف: نحن نعلم أنك على الحق ولكنا نخاف إن اتبعناك وخالفنا العرب بذلك وإنما نحن أكلت رأس أن يتخطفونا من أرضنا، والسياق يدل على ذلك.

  وأما دعوى الزّجّاج أن المسلمين أجمعوا أنها نزلت في أبي طالب؛ فهي فرية ما فيها مرية، والدليل ما يملا في الباب.


(١) قال الرازي في تفسيره المسمى مفاتيح الغيب، في تفسير سورة القصص، الآية (٥٦) قال:

اعلم أن في قوله تعالى {إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن الله يَهْدِى مَن يَشَاء} مسائل:

المسألة الأولى: هذه الآية لا دلالة في ظاهرها على كفر أبي طالب.