[الخبر الثاني عن سعد]
  أخرج له الجماعة كلهم، ومن أئمتنا السيدان المؤيد بالله وأبو طالب، والمرشد بالله، وحديثه هذا لم يروه سعد إلا بعد موت الوصي.
  قال ابن عبدالبر: وهو - أي الحديث - من أثبت الآثار وأصحها، وطرق حديث سعد كثيرة جداً قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره(١).
[الخبر الثاني عن سعد]
  [١٠] (أحمد، حدثنا عفان، حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -، أنبأنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال: [قلت لسعد بن مالك: إني أريد أن أسألك عن حديث، وأنا أهابك أن أسألك عنه؟ فقال: لا تفعل يا ابن أخي، إذا علمت أن عندي علماً فسلني عنه ولا تهبني، قال: قلت: قول رسول الله ÷ لعلي حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك] قال سعد: خلف النبي ÷ علياً بالمدينة في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان؟ فقال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟» قال: بلى يا رسول الله؛ فأدبر علي # مسرعاً كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع)(٢).
  الحاشية: عفان: هو ابن مسلم بن عبدالله الأنصاري مولى عروة بن ثابت الأنصاري، أبو عثمان البصري الصفار، قال العجلي: ثقة ثبت، ولم يُجِبْ في المحنة.
  وقال أبو حاتم: إمام ثقة متقن متين.
  وقال ابن عدي: عفان أوثق من أن يقال فيه شيء، قيل: اختلط آخر سنة من عمره.
(١) الإستيعاب في أسماء الأصحاب، بهامش كتاب الإصابة (٣/ ٣٤).
(٢) مسند أحمد (١/ ٢٨٢) رقم (١٤٩٣) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وفي الطبعة الأخرى بتحقيق أحمد شاكر (٢/ ٢٣١) رقم (١٤٩٠) [طبعة دار الحديث، القاهرة مصر الطبعة الأولى/١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م] قال المحقق: إسناده صحيح.