[متابعة من طريق أخرى]
  قلت: رموه بضعف الحفظ وباختلاف الأسانيد عنه، وعبدالله من التابعين وهؤلاء من بعده بكثير وكل ما رموه به إنما هو لمخالفته قواعدهم التي جعلوها مناط قبول الأخبار، وكثير من تلك القواعد مصادمة لما جاء به الشارع، والحق أن ما وافق الشرع الشريف منها قُبِلَ وعُمِلَ به، وما خالفه منها لم يعبأ به ولو قاله من قال.
  قال ابن عبدالبر: هو شريف عالم لا يطعن عليه إلا متحامل، وهو أقوى من كل من ضعفه.
  خرج له الأربعة إلا النسائي وخرج له البخاري في الأدب، ومن أئمتنا: السيدان أبو طالب والمؤيد بالله، ومحمد.
  وأما جابر بن عبدالله: فهو ابن عمر بن حرام الأنصاري، شهد العقبة الثانية، وغزا مع رسول الله ÷ تسع عشرة غزوة، وشهد صفين مع الوصي، من رؤساء شيعة الآل، زار قبر الحسين بعد ما كف بصره، وأخبره النبي ÷ أنه يعيش إلى أن يلقى الباقر، وأمره أن يبلغه منه السلام فأبلغه السلام ® عنه ÷، وكان من المكثرين عن النبي ÷ الحفاظ.
[متابعة من طريق أخرى]
  والحديث أخرجه المرشد بالله بسنده إلى ابن أبي كريب، عن إسماعيل بن صبيح، عن ابن إدريس، عن ابن المنكدر، عن جابر بلفظ: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، ولو كان لكنته»(١).
  ففي هذا متابعة لعبدالله بن محمد، وقد أخرج الحديث أيضاً الترمذي(٢).
(١) الأمالي الخميسية للمرشد بالله (١/ ١٣٤).
(٢) سنن الترمذي (٥/ ٦٤٠) رقم (٣٧٣٠).