حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الخبر الأول في المناشدة يوم الرحبة]

صفحة 146 - الجزء 1

(الباب الثالث: في حديث الغدير وما يتصل به)

  الحاشية: الغدير موضع، قيل بالجحفة بين مكة والمدينة خطب النبي ÷ أصحابه في ذلك الموضع عند صدوره من حجة الوداع ثامن عشر ذي الحجة، وقد رواه من لا يُقدر على ضبطهم، وكل روى ما سمع لأن البعض ما سمع الكل لشدة الزحام والكثرة والوهيج، ومنهم من كتم وابتلي.

[الخبر الأول في المناشدة يوم الرحبة]

  [١٩] (أحمد، حدثنا محمد بن عبدالله، حدثنا الربيع - يعني ابن أبي صالح الأسلمي -، حدثني زياد بن أبي زياد: سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس قال فقال: أنشد الله رجلاً مسلماً سمع رسول الله ÷ يقول يوم غدير خم ما قال؛ فقام اثنا عشر بدرياً)⁣(⁣١).

  الحاشية: قوله ~: أنشد الله، أي سألت وأقسمت، وتعديته إلى مفعولين إما أنه بمنزلة دعوت كما قالوا: دعوته زيداً أو بزيد إلا أنهم ضمنوه معنى ذكرت.

  وفي التوشح نشدتك الله ثلاثياً، أي أسألك بالله، فضمن معنى أذكرك بخلاف الباء أي أذكر شيء رافعاً نشدتي أي صوتي هذا أصله؛ ثم استعمل في كل مطلوب مؤكد ولو بلا رفع.

  وفي المشارق للقاضي عياض: ناشدتك الله وناشدتك معناه سألتك بالله وقيل: ذكرتك بالله.

  وفي القاموس: ونشدتك الله أي أنشدك بالله، وقد ناشده مناشدة ونشاداً، أحلفه. أهـ.

  ومحمد بن عبدالله: هو أبو أحمد الزبيري.

  وأما الربيع وزياد: فلم أعرفهما⁣(⁣٢) اللهم إلا أن يكون يزيد بن أبي زياد فلعله وقع تصحيف وسيأتي.


(١) مسند أحمد (١/ ١٤٢) رقم (٦٧٢) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وفي الطبعة الأخرى بتحقيق أحمد شاكر (١/ ٤٦٠) رقم (٦٧٠) [طبعة دار الحديث، القاهرة مصر الطبعة الأولى/١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م] وقال المحقق: إسناده صحيح.

(٢) قال محقق المسند أحمد شاكر: الربيع بن أبي صالح الأسلمي: وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات.

زياد بن أبي زياد: لم يترجم له الحافظ في التعجيل، لعله ظن أنه المخزومي أو الجصاص المترجمان في التهذيب (٣/ ٣٦٧ - ٣٦٨) ولكنهما متأخران، يبعد أن يدركا علي بن أبي طالب، وهذا يصرح بالسماع منه فأنا أرجح أنه غيرهما، وأنه تابعي قديم، ويؤيده أن الحافظ ذكر في التعجيل في ترجمة الربيع بن أبي صالح (١٢٥) أنه يروي عن زياد بن أبي زياد ومدرك بن أبي زياد، ومدرك هذا ترجمه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٢/٢) قال: مدرك أبو زياد مولى علي، عن علي، روى عنه الربيع بن أبي صالح، فهذا قد يدل على أن زياداً ومدركاً أخوان موليان لعلي.