[بطلان الرواية عن أمير المؤمنين # أنه فضل أبا بكر على نفسه]
[رواية عائشة أن علياً نفس رسول الله ÷]
  ومع فرض صحة الرواية عن علي فالجمع ممكن بحديث عمرو بن العاص وهو غير متهم هنا قال: قالت عائشة: من خير الناس بعدك يا رسول الله؟ قال: «أبو بكر» قال: فمن خير الناس بعد أبي بكر؟ قال: «عمر» قالت فاطمة: ألم تقل في علي شيئاً يا رسول الله؟ قال: «علي نفسي فمن رأيته يقل في نفسه شيئاً» أخرجه الخوارزمي، وأخرج نحوه ابن النجار، حكاه السيوطي وسكت عليه بلفظ: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» قال: إني لست أسألك عن النساء؛ قال: «أبوها إذن» قلت: فأي الناس أحب إليك بعد أبو بكر؟ قال: «حفصة» قلت: لست أسألك عن النساء؛ قال: «فأبوها إذن» قلت: يا رسول الله فأين علي؟ فالتفت إلى أصحابه وقال: «إن هذا يسألني عن النفس». أهـ.
  واعلم أن نفس علي هي نفس رسول الله ÷ مما لا يدفع ما جاء في ذلك وأحاديث: «هو مني وأنا منه» وما في معنى ذلك وكذا ما جاء في فاطمة من هذا الباب والحسنين فعلى هذا هم من الرسول لا يقاس بهم أحد من الناس.
  وقد صرح بذلك أمير المؤمنين وجاء مرفوعاً(١) أيضاً، وسيأتي إن شاء الله عند حديث المباهلة ما يحسن نقله(٢).
[بطلان الرواية عن أمير المؤمنين # أنه فَضَّل أبا بكر على نفسه]
  لكن علي بن الحسين زين العابدين دفع هذه الرواية عن علي # ولم يصححها.
(١) أخرج المحب الطبري عن أنس مرفوعاً: «نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد» وأخرجه الديلمي أيضاً. تمت.
(٢) من ذلك ما أخرجه أبو نعيم في الحلية في ترجمة شعبة، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا أبو عروبة، حدثنا إسماعيل بن أحمد بن داود السلمي، حدثنا أبو قتادة، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن البختري، قال: خطب علي # فقال: (نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد). انتهى من حاشية على الأصل.