فصل [إخبار النبي ÷ لعلي أنه سيلقى أذى وأمره بالصبر]
فصل [إخبار النبي ÷ لعلي أنه سيلقى أذى وأمره بالصبر]
  اعلم أن الله سبحانه خص أمير المؤمنين بفضائل لم يعطها أحداً من أمم الأنبياء À وأوصيائهم، واختصه بعظم البلاء ما لم يخص به أحداً، ومصداق ذلك ما تواتر نقله مما وقع له من الأمة منذ فارقه النبي ÷ إلى أن لحقه علي، ثم منذ مات إلى يومنا هذا من الشتم والتنقيص من النواصب وشيعتهم، وقد أخبره النبي ÷ بذلك وبما هو كائن إلى يوم القيامة.
  ففي آخر حديث الباقر السابق: «يا محمد أما إني مختصه بشيء من البلاء لم أختص به أحداً من أمتك، قلت: ربي أخي وصاحبي، قال: يا محمد إن هذا قد سبق، وإنه مبتلى ومبتلى به، ولولا علي لم يُعْرَف حزبي ولا أولياء رسلي».
  وأخرجه أبو نعيم من حديث أبي برزة بلفظ: «فقد فعلت ذلك غير أني مختصه بشيء من البلاء ما أختص به أحداً من أوليائي، فقلت: ربي أخي وصاحبي، قال: إنه سبق في علمي أنه لمبتلى ومبتلى به»(١).
  وقد أمره النبي ÷ بالصبر كما جاء في حديث الحدائق أن رسول الله ÷ وضع رأسه في صدر علي ثم بكى قال: فقال علي: ما يبكيك يا رسول الله لا أبكى الله عينك؟ قال «ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى أفارقك» قال: في سلامة من ديني؟ قال «في سلامة من دينك - يقولها ثلاث مرات -» هذه رواية محمد بن سليمان(٢).
  ورواه أبو نعيم وفيه: قال فأبيد خضراءهم؛ فنهاه النبي ÷، وأمره بالصبر.
(١) حلية الأولياء (١/ ٦٧).
(٢) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (١/ ٢٤٣) حديث رقم (١٥٨).