حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[حكم من تقدم عليا # عند المصنف رحمة الله عليه]

صفحة 232 - الجزء 1

  وأخرج محمد بن سليمان، عن محمد بن منصور، عن محمد بن راشد، عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي، عن رسول الله ÷ أنه قال: «أوصي من آمن بي وصدق بي بولاية علي من بعدي فإن ولاءه ولئي وولائي ولاء الله، أمر أمرني به ربي، وعهد عهده إلي، فأمرني أن أبلغكموه وإن منكم من يسفهه حقه، ويركب عقه» قالوا: يا رسول الله أفلا تعرفناهم؟ فقال النبي ÷: «أما إني قد عرفتهم ولكن أمرت بالإعراض عنهم لأمر هو كائن وكفى بالمرء منكم ما في قلبه لعلي»⁣(⁣١).

  وهذا الحديث صحيح وفيه دلالة على وجوب الإعراض عمن تقدم خليفة رسول الله والسكوت عنه، ووكول حالهم إلى الله فإن لهم سوابق عظيمة وهجرة وإنفاق وجهاد وما ركبوه من خليفة رسول الله ÷ قد علمه النبي ÷ وأمر بالإعراض فلنا به أسوة.

  وقد قال الإمام أحمد بن عيسى: ليس يخلو أن يكون القوم سمعوا من النبي ÷ ما قال في علي فعاندوا، أو لم يسمعوا من النبي ÷ فتأولوا، ولم يصيبوا.

[حكم من تقدم علياً # عند المصنف رحمة الله عليه]

  قلت: الذي يجب عندي اعتقاد أن علياً خليفة رسول الله ووصيه وأولى خلق الله به وأعلم الأمة وأفضلهم منزلة، ومن أطاعه فقد أطاع الله ورسوله، ومن عصاه فقد عصى الله ورسوله، وهذا ما قضت به الأدلة، إلا أن من تقدمه أشكل الأمر عليّ فيهم.

  وأوجب عندي التوقف في حالهم ما أخرجه أحمد بن عبدالعزيز الجوهري بسنده إلى عاصم بن عمرو بن قتادة قال: لقي عليٌّ عمرَ بن الخطاب فقال له علي: أنشدك الله هل استخلفك رسول


(١) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (١/ ٢٢١) رقم (١٤٠).