[حول خبر «لا يحب الأنصار إلا مؤمن»]
  والشاهد لهذا قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: ٣١]، «يحشر المرء مع من أحب» يعني مع من اتبع.
  والبغض له: تنقيصه، وحطه عن منزلته، ومخالفته، وحسده، وما في معنى ذلك.
[حول خبر «لا يحب الأنصار إلا مؤمن»]
  وقد عارض بعضهم حديث الباب بحديث: «حب الأنصار إيمان وبغضهم نفاق» والحديث إن صح فالصفة مضافة إلى المحلى بالألف واللام المفيد ذلك للعموم كما قُرِّرَ، والثناء والمدح من الله ورسوله للأوس والخزرج إنما هو لنصرهم للدين وتربيته فمن أحب لذلك جملتهم أو أبغض اتصف بما ذكر.
  وأما الوصي فإن النبي ÷ رتب إثبات حكم النفاق للمبغض والإيمان للمحب لذات علي التي هي من نور رسول الله ÷ الكائن قبل خلق آدم، فهي ذات قدسية مطهرة كذات من اشتقت منه، غالباً، لا تنفك عن صفتها التي لا يتصور أن يبغضه لواحدة منها إلا المنافق فانتفت المساواة بين المادتين.
  ويشكل على الحديث المعارَض به أن عبدالله بن أُبيّ، والجد بن قيس، وغيرهما من المنافقين كانوا يحبون قومهم الحب الكامل حتى ناصروهم وحاموا ونافحوا والأمر ظاهر لمن طالع السير فيجب على هذا أن يحكم بإيمانهم وهو خلاف القرآن والإجماع.
  وأما وصي رسول الله وخليفته فإنك لا تجد منافقاً يحبه منذ عصره # إلى يومنا هذا ولذا قال #: (لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجملتها في حجر المنافق على أن يحبني ما أحبني، وأنه قضي فانقضى على لسان النبي ÷ الأمي «لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق» رواه محمد بن سليمان(١).
(١) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٤٨٤) رقم (٩٨٥).