قال: فجلست حيناً فخرجت الدابة ورأيت الذي قال، فلما استوى ناديته فقلت له: ويلك من أنت؟ قال: أنا عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب سلط الله علي هذه الدابة تفعل بي ما ترى إلى يوم القيامة أهـ⁣^(⁣١).

  وقد رويت هذه الحكاية من وجه آخر وفيها بعض تفاوت لا يضر والله أعلم.

[أخبار مماثلة أمير المؤمنين (ع) لعيسى بن مريم]

  [٥٠] (عبدالله بن أحمد، حدثنا أبو محمد سفيان بن وكيع بن الجراح، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا أبو غيلان الشيباني، عن الحكم بن عبدالملك، عن الحارث بن حضيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن علي بن أبي طالب، قال: دعاني رسول الله ÷ فقال: «إن فيك من عيسى بن مريم مثلاً أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبه النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس له» وإنه يهلك في اثنان محب يقرضني بما ليس فيّ ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني، ألا إني لست نبي ولا يوحى إلي، ولكن أعمل بكتاب الله وسنة نبيه ÷ ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم)⁣^(⁣٢).

  الحاشية: سفيان بن وكيع الجراح: هو الرواسي أبو محمد، كان شيخاً صادقاً فاضلاً، وقد غمضوا في حقه كالبخاري وأبي حاتم، وادعوا عليه أن له وراقاً يفسد عليه، وذلك أنه حدث بما يخالف، والرجل كان ممن يروي الفضائل في الآل فلا تغتر، وكل دعوى من دون برهان عاطلة.

(١) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٥٨٥) رقم (١٠٩٦).

(٢) مسند أحمد (١/ ٢٥٨) رقم (١٣٨١) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وفي الطبعة الأخرى بتحقيق أحمد شاكر (٢/ ١٦٧) رقم (١٣٧٧) [طبعة دار الحديث، القاهرة مصر الطبعة الأولى/١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م] وقال المحقق: إسناده حسن، إن شاء الله، خالد بن مخلد القطواني: ثقة، تكلم فيه من أجل تشيعه، وهو من شيوخ البخاري وأخرج له مسلم، وترجمه البخاري في الكبير (٢/ ١/١٦٠) فلم يذكر فيه جرحاً.