حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[كلام النبي ÷ لعلي لما رجع من فتح خيبر]

صفحة 276 - الجزء 1

  وأخرجه المرشد بالله بسنده صحيح رجاله من أهل البيت وشيعتهم بلفظ: «يا علي إن فيك مثلاً من عيسى بن مريم أحبته النصارى حتى أنزلته بالمنزل الذي ليس له، وأبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح بن مريم لقلت فيك قولاً لا تمر بملأ من أمتي إلا أخذوا من ترابك، وطلبوا فضل طهورك ولكن أنت أخي ووزيري، وصفيي ووارثي، وعيبة علمي»⁣(⁣١).

[كلام النبي ÷ لعلي لما رجع من فتح خيبر]

  وفي حديث جابر بن عبدالله أن النبي ÷ قال لعلي لما قدم لفتح خيبر: «يا علي لولا أن تقول طوائف من أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالاً لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت رجليك وفضل طهورك يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت تبرئ ذمتي، وتستر عورتي، وتقاتل على سنتي، وأنت غداً أقرب الخلق مني، وأنت على الحوض خليفتي، وأن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم، ويكونون في الجنة جيراني، لأن حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وإن ولدك ولدي، وأنت تقضي ذمتي، وأنت تنجز وعدي، وأن الحق على لسانك، وفي قلبك ومعك وبين يديك ونصب عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، لا يرد علي الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك».

  فخَرّ علي # ساجداً وقال: (الحمد لله الذي منّ عليّ بالإسلام، وعلمني القرآن، وحببني إلى خير البرية، وأعز الخليقة، وأكرم أهل السماوات والأرض على ربه، خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وصفوة الله في جميع المؤمنين، إحساناً من الله تعالى وتفضلاً منه علي).


(١) الأمالي الخميسية للمرشد بالله (١/ ١٣٧).