[حجية قول علي #]
  وأما قوله: (ولكني أعمل بكتاب الله ... إلخ) فكذلك، تحذيراً لمن يعتقد انه ادعى لنفسه غير ما منحه الله به، وأنه مفوض، أو أن شيئاً من أفعاله وأقواله خارج عن مقتضى الكتاب والسنة، وقد ظهر ذلك من سيرته # حتى عيب عليه عدم معرفته بأسباب الملك، وأن الطاغية معاوية اللعين أدهى منه، فأجاب # إنه متقيد بالكتاب والسنة، وهو كان كذلك لا يصانع ولا يخادع، ولا يبالي إذا قد وافق أمر الله بما كان بعد ذلك، وقد أتعب من بعده إلا من وفقه الله من دعاة الآل $.
  قال جعفر بن محمد ما معناه: وما التسرع إلى الخلافة والله إنما هي سيرة علي بن أبي طالب أو النار.
[حجية قول علي #]
  وأما قوله: (فما أمرتكم ... إلخ) فذلك أن طاعته طاعة الله وطاعة رسوله كما قد جاء في روايات عدة، فطاعته دلالتها قطعية الوجوب، ومعصيته دلالتها قطعية الحظر، فيجب الإنقياد له كالإنقياد لقطعي الكتاب والسنة فيما أحب المرء وكره.
  قال ابن عباس: إذا أخبرنا الثقة بفتوى عن علي # لم نعدل به، أخرج ذلك ابن عبدالبر، وأخرجه ابن سعد بلفظ: لم نعدوها.
  وقد روى إجماع عترة رسول الله ÷ على وجوب اتباعه فيما ثبت عنه # غير واحد من أئمتنا $ وأقوال القدماء كلهم دالة على ذلك.