حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الخبر الأول عن ابن عباس]

صفحة 317 - الجزء 1

(الباب الخامس: في حديث سد الأبواب)

[الخبر الأول عن ابن عباس]

  [٦٤] (أحمد، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ÷: «سدوا أبواب المسجد غير باب علي» قال: فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره)⁣(⁣١).

  الحاشية: حديث ابن عباس قد رواه أبو نعيم بسنده إلى المأمون عن آبائه بلفظ قال: قال رسول الله ÷ لعلي: «إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده لهارون وذريته وإني سألت الله أن يطهر مسجدي لك ولذريتك من بعدك»، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك، فاسترجع وقال: سمعاً وطاعة، فسد بابه، ثم إلى عمر كذلك، ثم صعد المنبر فقال: «ما أنا سددت أبوابكم ولا فتحت باب علي، ولكن الله سد أبوابكم وفتح باب علي».

  وفي سنده الحسن بن عبيدالله الأبرازي قال السيوطي: كذاب، وقال ابن الجوزي: وضاع.

  ولا يخفاك أن الحديث قد روي من أوجه كثيرة:

  قال ابن حجر: وهذا الحديث من هذا الباب حديث مشهور له طرق متعددة كل طريق منها على انفراده لا تقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها مما نقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث.

  قلت: وقد تقدم كلام النووي في مثل نحو هذا، وأما ما وسما به الأبرازي فهذا من الجرح المطلق الذي قد حذر منه غير واحد من فحول علماء هذا الشأن؛ ثم إن هذا الطعن منهما من التقليد المذموم فإنهما لم يستندا إلى مشاهدة ولا خبر ثقة مشاهد لفعل أوجب عليه وسمه بالكذب، فكلامهما مردود عليهما.


(١) مسند أحمد (١/ ٥٤٤) رقم (٣٠٥٢) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وقد تقدم في الحديث رقم [٢].