حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[أخبار باب أبي بكر وخوخته وبيان وضعها]

صفحة 328 - الجزء 1

[أخبار باب أبي بكر وخوخته وبيان وضعها]

  أقول: والحديث الذي بنى عليه البكرية وضع أحاديث سد الأبواب إلا باب علي # هو ما أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه: حدثنا عبدالله بن محمد، حدثنا أبو عامر، حدثنا فليح، قال: حدثني سالم أبو النضر، عن يسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: خطب رسول الله ÷ الناس وقال: «إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله» فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله ÷ من عبد خير، فكان رسول الله ÷ هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله ÷: «إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر» أهـ.

  وقال في كتاب الصلاة: حدثنا عبدالله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرج رسول الله ÷ في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر».

  ثم قال في باب هجرة النبي ÷: حدثنا إسماعيل بن عبدالله، قال: حدثني مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيدالله، عن عبيد - يعني ابن حنين -، عن أبي سعيد بنحو حديثه الأول إلا آخره فبلفظ: «لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر» أهـ.

  فحديث فليح هو ما دندن حوله ابن الجوزي، وحديث ابن عباس وحديث أبي سعيد الأخير هو ما دندن حوله السيوطي وغيره.