[خبر نداء النبي ÷ لعلي يوم وفاته ومناجاته له]
  ومن ذا الذي ينجو من الناس سالماً ... وللناس قال بالظنون وقيل
  على أنا لو تبعنا الطرق التي ساقها البخاري لقل ما سلم منها، فما هو عند أهل الإنصاف قادح في رواية، على أنها كلها من كلام عائشة، وأمير المؤمنين علي علو شأنه - كرم الله وجهه - قد شهد له غيره كما ترى، والله الهادي إلى الحق.
  وأما التلفيق الذي ذكره ابن أبي الحديد فسياق الروايات تأباه.
  وفي حديث الباب وشواهده: منقبة عالية لأخي رسول الله ÷ وتوليه له حياً وميتاً، وأنه آخر الناس به عهداً حياً وميتاً ª وسلامه وعلى الأصفياء من آلهما.
[خبر نداء النبي ÷ لعلي يوم وفاته ومناجاته له]
  يؤيد ذلك: ما رواه محمد بن سليمان عن محمد بن منصور بسنده إلى علي # قال: لما كان يوم النبي ÷ الذي قبض فيه كشف الكساء عن رأسه وعنده النسوة فقال: «ادعوا لي أخي» فأرسلت عائشة إلى أبي بكر فجاء، فلما سمع النبي ÷ الخف كشف عن رأسه، فلما رأى أبا بكر أعاد الكساء على نفسه، فقال أبو بكر: كأن رسول الله ÷ لم يدعني، وانصرف؛ فكشف رسول الله ÷ الكساء فقال: «ادعوا لي أخي» فأرسلت حفصة إلى عمر، فلما سمع النبي ÷ الخف كشف رسول الله عن رأسه، فلما رأى عمر أعاد الكساء، فقال عمر: كأن رسول الله لم يدعني وانصرف؛ فكشف رسول الله عن رأسه فقال: «ادعوا لي أخي» فأرسلت فاطمة إلى علي؛ فلما سمع رسول الله ÷ الخف كشف الكساء عن رأسه فلما رأى علياً أدناه إليه؛ قال علي: فأعاد رسول الله ÷ الكساء علينا، ثم اتكأ على يده ثم التقم أذني فما زال يناجيني ويوصيني حتى وجدت برد شفتيه حين قبض، وكان فيما أوصى إليَّ: «أن لا يغسلني أحد غيرك، فإنه إن رآني أحد غيرك عمي بصره».
  فقلت: يا رسول الله كيف أقوى عليك؟