[دلالة حديث الكساء على عصمة أهل البيت (ع)]
  وأخرجه أيضاً من حديث واثلة المرشد بالله، وابن جرير، وابن المنذر، والطبراني، وابن أبي حاتم، وابن أبي شيبة، والبيهقي، والحاكم في شواهد التنزيل، والحاكم أبو عبدالله في المستدرك وصححه(١).
[دلالة حديث الكساء على عصمة أهل البيت (ع)]
  وخبر الكساء هذا قد ورد بروايات مختلفة تدل على تعدد وقوعه.
  والحديث وما في معناه يدل على عصمة الأربعة العصمة التامة كما حققه الإمام أحمد بن عيسى بن زيد.
  ووجه الدلالة: أن الله سبحانه وتعالى أخبر مؤكداً بالحصر بإرادة إذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم تطهيراً تاماً، وما يريده الله سبحانه من أفعاله واقع قطعاً، فثبت ذهاب الرجس عنهم وطهارتهم عنه الطهارة التامة، والرجس المطهرون عنه ليس إلا ما يستخبث من الأقوال والأفعال ويستحق عليه الذم والعقاب لأن معناه الحقيقي لا يخلو عنه أحد.
  وقال في القاموس وشرحه: قال ابن الكلبي في قوله تعالى: {فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا}[الأنعام: ١٤٥]، وكذا في قوله تعالى: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}[المائدة: ٩٠]، قال الرجس المآثم، وقال الزجاج: الرجس كل ما استقذر من العمل، بالغ الله في ذم هذه الأشياء فسماها رجساً، والرجس العذاب والعمل المؤدي إلى العذاب.
  إذا تبين لك ذلك: عرفت أن الله قد طهرهم من كل عمل يؤاخذهم به، أو يستقبح، أو يستهجن، وهذا هو المراد بقولنا إنهم معصومون أي أن أقوالهم وأفعالهم مطابقة للشرع بآدابه لا تزيغ عنه، لصحة اللطف الذي خصهم الله به من بين الأمة.
(١) الأمالي الخميسية (١/ ١٤٨)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٥٩) رقم (٤٧٠٦) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والبيهقي في السنن (٢/ ١٥٢) رقم (٢٦٩٠)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٢/ ٦٦) رقم (١٦٠).