حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[دلالة آية التطهير على العصمة ووجوب الإتباع لهم]

صفحة 365 - الجزء 1

[خروج الزوجات عن مسمى أهل البيت]

  إذا عرفت هذا تبين لك أن ليس بيد الخصم إلا مجرد السياق ودلالته ظنية، والأخبار قطعية، على أن الآية مستقلة مذكر الضمير فيها، بخلاف ما قبلها وما بعدها، وإنما توسطت للإبتلاء والإختبار، كالإبتلاء بآية التشبيه، مع التلائم الحسن، فإنه لما أمرهن ونهاهن ø ذكر أهل البيت للتنويه بهم، وليحرض على الإقتداء بهم، فإنهم مع ما اختصهم به من الفضل إنما نالوا التطهير لقيامهم بحق الله عليهم، ولو كان ثمة تناف كما زعموا لما جاءت به الأحاديث عنه ÷ قال تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ}⁣[النحل: ٤٤]، وكل قول بعد بيانه مردود.

  ودلالة خصوص الخمسة دون الزوجات والأقارب: تجليلهم بالكساء دون غيرهم، مؤكداً للحكم بقوله ÷: «اللهم هؤلاء أهل بيتي»، وإلا لأتى بمن التبعيض، ثم تعريف المسند إليه باسم الإشارة المفيد لتميزهم بإذهاب الرجس وتطهيرهم أكمل تمييز، ثم تكرير الجملة في أحد الروايات ترفع توهم دخول الغير كما هو شأن التأكيد اللفظي.

  ويؤيده: تعليله ÷ لأم سلمة بأنها من الزوجات، وأنهن خارجات، وما جاء من إدخالها فهو بعد تعيينهم باسم الإشارة وتقضي الدعاء في جميع الروايات، ولا ضير في ذلك على أن الروايات الكثيرة بخلاف ذلك.

[دلالة آية التطهير على العصمة ووجوب الإتباع لهم]

  وهذه الآية الكريمة وما في معناه: دالة دلالة لا شك معها لسليم العقل والدين على عصمتهم في جميع الأقوال والأفعال والإعتقادات، وكل ما قالوه أو فعلوه أو اعتقدوه حق يجب على كل مؤمن اتباعهم فيه للعصمة التي خصهم الله تعالى بها.

  فإن قصر إرادة إذهاب الرجس وإثبات ذهابه لازم التطهير ولم يكتف به حتى صرح بذلك مؤكداً بالمفعول المطلق، ثم تأكيد الإذهاب بلام التأكيد كما زيدت في تأكيد الإضافة في لا أباً لك، وهذا معنى العصمة.