[فضل معرفة آل محمد ومعناها]
  قال الفارسي: التطهير أنهم معصومون عن كل إثم وعن كل قبيح بل فسرها النبي ÷ في حديث ابن عباس من رواية المرشد بالله في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب]، «فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب» وقد تقدم نحو ذلك.
  وإذا قد ثبت هذا وجب على كل مؤمن معرفتهم، ومعرفة التابع لهم من ذريتهم، ليتمكن من الاقتداء بهم ومعرفة ما ثبت عنهم.
[فضل معرفة آل محمد ومعناها]
  يؤيده: قول النبي ÷: «معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب» رواه مرسلاً العامري في البهجة.
  وأخرجه الكلاباذي البخاري، قال: حدثنا عبدالله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن خالد، قال: حدثنا محمد بن عثمان البصري، قال: حدثنا محمد بن الفضيل، عن محمد بن سعيد بن أبي ظبية، عن المقداد بن الأسود، قال: قال رسول الله ÷.
  وأخرجه في كتابه معاني الأخبار، وقال في شرحه: «معرفة آل محمد براءة من النار» يجوز أن يكون معناه معرفة حق آل محمد لإيجاب حقهم، فكأنه يقول معرفة حق آل محمد معرفة حقي، ومن عرف حقه ÷ عرف حق الله تعالى، ومن عرف حق النبي ÷ بما خصه الله وعرف ما أوجب عليه أداه ذلك إلى القيام بما وجب عليه من عظم حرمته وعرف حق آله، وأوجب حقهم لحقه ومن كان كذلك كانت له براءة من النار، ومن عرف القيام بواجبه فعلاً وصدقاً به عقداً وإقراراً كانت له براءة من الخلود.
  قال: والمعرفة حكمها أن يعرف الشيء بالدليل والعلامة، سمعت أبا القاسم الحكيم يقول: المعرفة معرفة الأشياء بصورها وسماتها فيكون معرفة آل محمد بصورهم وسمتهم أنهم آل علي والعباس وجعفر وعقيل.
  وقوله: حب آل محمد جواز على الصراط لأن النبي ÷ عند الصراط.