حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[تنويع لفظة آل وأهل في الإطلاق]

صفحة 367 - الجزء 1

  قلت: هذا تنكب عن الصراط المستقيم وإلا فإن المراد بالمعرفة أن يعرفهم ليقوم بما لهم من الإجلال والتعظيم والإحترام وطاعة أولي الأمر منهم، والإقتداء بأقوال المجتهدين من علمائهم، فهذا فائدة المعرفة.

  وأما معرفة الصور والسمت فقد يعرف ذلك الكفار فرضاً عن غيرهم، وهذا من مسخ المعنى الظاهر، فالله حسبهم وكم لهم - أعني المنحرفين - من التعمق في هذا الباب، ولم يراقبوا ذي الجلال القهار.

[تنويع لفظة آل وأهل في الإطلاق]

  وأما تنويعه للآل: فقد تقدم أن لفظ أهل البيت ولفظ الآل يأتيان معنى خاص وعام، وخاص الخاص وعام العام؛ فهي في نحو هذا لخاص الخاص.

  يؤيده: حديث أم سلمة ونحوه: «اللهم إن هؤلاء آل محمد» مؤكداً له بأن المؤكدة لمعنى الجملة؛ ثم تعريف المسند إليه باسم الإشارة، ومن تأمل السنة الشريفة والكتاب العظيم حق التأمل تحقق عنده هذا المعنى فالحق العظيم المؤكد الذي هو كحق النبي ÷ إنما كنحو آية التطهير وآية المودة و «أنا حرب لمن حاربهم» إلى آخره، «إني مخلف فيكم» وحديث السفينة لخاص الخاص وهم أهل الكساء، وقد جاء في ذلك كله التنصيص عليهم من النبي ÷.

  وهي في نحو تحريم الصدقة والمحبة والإحترام عند من قال هم بنو هاشم والمطلب خاص.

  وكذا ما يراد دخول النساء فيه وفيما أتى في قريش على العموم من تسميتهم عترةً وآلاً وإن كان مجازاً عند أهل التحقيق هي للعام.

  وقد يراد بها عام العام وهم الأتباع من هذه الأمة فذلك جائز لغة ونقول: قد صار الآل حقيقة شرعية في أهل الكساء وذريتهم فإذا أريد غيرهم فلا بد من القرينة وهو استعمال لغوي لا مانع منه، وكلما ثبت للأخص بلا عكس فليتأمل.