حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[وفاة فاطمة &]

صفحة 374 - الجزء 1

  واعلم أن أهل الجنة كلهم مكرمون سادة وخص الحسنين وأمهما بمزية شرف في الدنيا والآخرة لقربهم من رسول الله ÷، والسيد لغة الرائس وفضلهما على سائر المسلمين وقولنا بعد أبيهما لقوله: «وأبوهما خير منهما».

  قال الحسن بن يحيى #: أجمع آل رسول الله ÷ أن علي بن أبي طالب كان أفضل الناس بعد رسول الله ÷ وأولاهم بمقامه، ثم من بعد أمير المؤمنين الحسن والحسين أولى الناس بمقام أمير المؤمنين، ثم من بعد ذلك علماء آل الرسول وأتقياؤهم وأبرارهم أئمة المسلمين في حلالهم وحرامهم وسنن نبيهم، فمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وجبت على المسلمين معونته ونصرته، وأن القائم منهم بالمعروف والمجاهد أفضل عندهم من القاعد، وكلٌّ مصيب قدوة، قال: قال رسول الله ÷ في الحسن والحسين: «هما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما» فجعلهما سيدين وبين فضلهما، ودل على إمامتهما، ودل أنه لا يحل لأحد أن يتقدم من جعله رسول الله ÷ سيداً وشهد له بالجنة إلى آخر كلامه بحث طويل.

  وحديث: «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة» أخرجه البخاري من حديث عائشة، ونحوه الحاكم في المستدرك من حديثها، ونحو ذلك ابن أبي شيبة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى بلفظ: «فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد».

[وفاة فاطمة &]

  [٨٣] (أحمد، حدثنا أبو النضر، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عبدالله بن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن أم سلمى قالت: اشتكت فاطمة شكواها الذي قبضت فيه فكنت أمرضها فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك، قالت: وخرج علي # لبعض حاجته فقالت: يا أمه اسكبي لي غسلاً فسكبت لها غسلاً فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت: يا أمه أعطيني ثيابي الجدد فأعطيتها، فلبستها، ثم قالت: يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت، ففعلت، واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها، ثم