حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 5 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  

  الحمد لله الذي جعل آل محمد أدلة الهدى والرشاد، وأساطين الحق القائمين به في العباد، وسلاطين العدل المفشين له في البلاد، أمدهم الله بمواد التوفيق والسداد، وأوجب لهم على كافة الناس المحبة والإتباع والوداد، وجعل حبهم زاداً موصلة إلى الفوز في المعاد، وذريعة يتوسل بها إلى نيل كل أمنية وبلوغ كل مراد، ونشر فضائلهم كانتشار النار في ما جاورها من الأعواد، على رغم أنوف الأعداء والحساد، بل نشرها على ألسن أعدائهم في الأغوار والأنجاد، فكم لهم من الفضائل التي لا يحصرها التعداد، نحمده على أن عرفنا بهم وجعلنا لهم من الأتباع وجعلهم أهل السيادة والقياد.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة صادرة عن خالص النية والإعتقاد، المتنزه عن الأنداد والأشباه والأضداد، والمتعالي عن اتخاذ الصواحب والأولاد.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المنتخب من أرومة طيبة الآباء والأجداد، المخصوص بالشرف الباذخ إلى يوم التناد، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الذين هم له أولاد وأحفاد.

  أما بعد:

  فإن الله تعالى أشاد بفضل أولي الفضل في الكتاب الكريم، وعلى لسان نبيه العظيم، ليكون ذلك زيادة في التكليف والتشريف للمفضولين والفاضلين.

  ولما كان هذا الزمان الذي نعيشه قد صار زمان قلب الحقائق، وإنكار الوثائق، والتشكيك في البراهين القطعية، وإنكار المسلمات الضرورية والنظرية، وأصبح أكثر أهله يجحدون لأهل الفضل فضلهم وينكرونه، ولا يكتفون بذلك بل يوردون ذلك الفضل للأعداء ويروونه ويصححونه، ولا يناقشون فيه ولا يهملونه، بل يقبلونه وينقلونه، حسداً وبغياً لأهل الفضل، وعداوة شديدة لا مجال فيها للتأويل أو الحمل.