[خبر السفينة ودلالته على حجية إجماع العترة]
  وفائدة هذه الأحاديث: أنه ÷ جعل العترة كالكتاب في وجوب اتباعهم، وعدم مخالفتهم، وأنهم حجة على الأمة كما أن القرآن حجة، وأن من خالف أحد الأربعة أو جماعة أولاد البطنين - لما بينا أنهم العترة، وما أفاده حديث الكساء - فهو ضال.
  وقولنا: جماعة أولاد البطنين، لعدم عصمة آحادهم.
  قال المولى العلامة شرف الدين الحسين بن القاسم |: ويفهم من قوله «إني تارك فيكم» و «مخلف» و «خليفتي» حجية إجماعهم، وذلك لأن المستخلف يكون بلا ريب قائماً مقام من استخلفه وهو ÷ الحجة في حياته، فيكون خليفته الحجة بعد وفاته، وليس لأحد أن يقول بأن الحجة هي مجموع الكتاب والعترة: لإجماع الأمة على أن الكتاب حجة مستقلة فلو لم تكن العترة كالكتاب لكان ذكرها معه عبثاً وتغريراً، واللازم باطل. أهـ. وكان في هذا رداً على صاحب القسطاس وغيره.
[خبر السفينة ودلالته على حجية إجماع العترة]
  قلت: ومن أقوى الأدلة على حجية إجماعهم، ووجوب العمل بما دل عليه إجماعهم - عند عدم الحكم في الكتاب أوعدم قطعيه دلالته - حديث السفينة وقد رواه عدة من الصحابة بألفاظ متفقة المعاني، وخرجه كثير من العلماء.
  رواه الهادي إلى الحق في الأحكام عن النبي ÷ أنه قال: «أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى».
  والحديث: أخرجه علي بن موسى في الصحيفة بسنده المتصل برسول الله ÷ بلفظ: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زخ في النار».
  وأخرجه ابن السري وذكره صاحب النهاية بلفظ: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ في النار».
  وأخرجه المرشد بالله من حديث أبي سعيد: «إنما مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق».