مقدمة حاشية كرامات الأولياء للمؤلف
مقدمة حاشية كرامات الأولياء للمؤلف
  ﷽، وبه نستعين:
  الحمد لله الملك الجبار، العزيز القهار، الغني المختار، والصلاة والسلام الأتمان على نور الأنوار، محمد المصطفى وآله الأبرار، أما بعد:
  فإني لما أتممت نظم الأحاديث المنتزعة في مسند الإمام أحمد بن حنبل في مناقب الأشباح الطاهرة، عنَّ لي أن أضع عليها حاشية لتزيد في بيانها، وتبين بعض من أحوال رجال إسنادها، وأردفتها ببعض متابعات وشواهد مضيئة في غياهب ليلها، ومعينة - إن شاء الله - لمن أحب من الإخوان أن يفتح عن مكنون أكمامها، ويبرز مستور مخدراتها، ويكشف عن جبين خالها؛ حتى تزهر لطلابها في حنادس ليلها، وتجلي لباغيها ببدرها؛ فإنها كلام أفصح من نطق بالضاد، وإليه المآب عند تحاكم أهل التضاد، المصطفى من سائر الخلق، وخلاصة سرة البطحاء، ومن شرفه الله بالمعراج إلى فوق سابع سماء، ورأى من آيات ربه الكبرى، وأكرمه الله وأعلى، فأمّ أهل السماء، وأتم له شرفه على سائر البرايا، وأعطاه سؤله في سلالته وصنوه، وأشركهم في كثير من منازله ودرجاته، ومَنَّ عليهم بتمام فضله وإحسانه.
  فله الحمد على ذلك حمداً يدوم بدوامه، ونشكره على ما أكرمنا من اتصال سببنا به وانتسابنا إليه، ونسأل الله الكريم الرحمن الرحيم أن يجعلنا من الذرية الملحقين به إنه جواد كريم.
  (﷽) الافتتاح بالبسملة هنا اقتداء بالكتاب العزيز، وفعل النبي الكريم في كتبه ورسائله، وقوله: من رواية أبي جعفر #: ﷽ مفتاح كل كتاب، ونحو ذلك.
  (الحمد لله أفضل حمد حمده أحد من خلقه) أردفه بالحمد اقتداء بالقرآن المجيد، ولحديث ابن مالك: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد فهو أقطع» عند الطبراني في الكبير والرهاوي.
  والحمد هو الثناء على الله بما يجب له، وأفضل الحمد ما حمده به المقربون إليه، العارفون بواجب حقه.