[متابعة من رواية محمد بن سليمان]
  العلماء إلى ترك من تكلم فيه لم يبق بأيدي أهل هذا الشأن من الحديث إلا اليسير بل لم يبق شيء.
  ومن ذا الذي ينجو من الناس سالماً ... وللناس قالٌ بالظنون وقيلُ
  أهـ معنى كلام الزركشي.
  وأما يحيى بن الأشعث، فهو الكندي روى عن ابن إياس، ومصعب بن زيد الأنصاري، وعنه ابن إسحاق، ويونس بن أرقم، وخرج له من أئمتنا المرشد بالله، ومحمد بن منصور، ومحمد بن سليمان $ وأحمد بن حنبل، وابن عبدالبر.
[متابعة من رواية محمد بن سليمان]
  هذا، ولم أجد من تكلم في حاله بما يجدي، لكن الحديث قد أخرجه محمد بن سليمان عن محمد بن منصور، عن عباد، عن سعيد بن خثيم، ومحمد أيضاً عن عثمان بن أبي شيبة، عن مالك بن غسان، عن سعيد، عن أسد بن عبدالله البجلي، وأثنى عليه خيراً، عن ابن يحيى بن عفيف، عن أبيه، عن جده، وذكره في الإستيعاب من حديث سعيد من طرق إلى آخر السند؛ فهذه متابعة حسنة.
  وأما إسماعيل بن إياس: فخرج له من أئمتنا أبو طالب، ومحمد بن سليمان، وأحمد بن حنبل، وابن عبدالبر، وذكره في الميزان، وقال: إن البخاري لم يصحح حديثه بل لم يصحح الحديث من جميع أوجهه، وأجاب عليه السيد العلامة إبراهيم بن القاسم: أن الحديث صححة أئمتنا ومنهم المنصور بالله في الشافي.
  قلت: وهم قرناء الكتاب، ولا تعويل على أحد بعدهم، مع أنه قد أخرجه إمام المحدثين الحاكم في المستدرك، وقال: حديث صحيح الإسناد.
  وأما إياس بن عفيف فقد ذكره الذهبي وحكى عن الدولابي أن البخاري قال: فيه نظر، لكن قد عرفت تحسين ابن عبدالبر لحديثه وتصحيح أئمتنا له وفي ذلك غاية الإطمئنان، وقد خرج له من الأئمة $ أبو طالب ومحمد بن سليمان، وابن حنبل وابن عبدالبر.