حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[دخول الكذب في كثير من الأحاديث]

صفحة 84 - الجزء 1

[دخول الكذب في كثير من الأحاديث]

  وهاهنا بحث تجب معرفته: وهو أنه ذكر بعض المتعصبين للمشائخ أن المنافقين من الصحابة لما افتتحت لهم الدنيا سكتوا عن الإسلام وأهله إلا في دسيسة خفية يعلمونها نحو الكذب فإنه خالط الحديث كذب كثير صدر عن قوم غير صحيحي العقيدة، قصدوا به الإضلال وتخبيط القلوب والعقائد، وقصد به بعضهم التنويه بذكر قوم كان لهم بالتنويه بذكرهم غرض دنيوي، وقد قيل إنه افتعل في زمن معاوية خاصة حديث كثير على هذا الوجه.

  ولم يسكت المحدثون الراسخون في علم الحديث عن هذا، بل ذكروا كثيراً من هذه الأحاديث الموضوعة وبينوا وضعها وأن رواتها غير موثوق بهم، إلا أن المحدثين إنما يطعنون فيما دون طبقة الصحابة، ولا يتجاسرون في الطعن على أحد من الصحابة لأن عليه لفظ الصحبة.

  قلت: وهذا نقض لما أثنى عليهم به، وهل السكوت عن منافقي الصحابة إلا أعظم التغطية على الحق والتمويه والتلبيس؟! بل الراسخون في العلم سفن النجاة لم يسكتوا عن ذلك وكذا من اتبعهم.

[كلام لأمير المؤمنين (ع) في تقسيم رواة الحديث]

  قال أمير المؤمنين - كرم الله وجهه في الجنة - في صفة رواة الحديث: (إن في أيدي الناس حقاً وباطلاً، وصدقاً وكذباً، وناسخاً ومنسوخاً، وعاماً وخاصاً، ومحكماً ومتشابهاً، وحفظاً ووهماً، ولقد كذب على رسول الله ÷ على عهده حتى قام خطيباً فقال: «من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

  وإنما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس:

  رجل منافق مظهر للإيمان متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج، يكذب على رسول الله ÷ متعمداً فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله، ولكنهم قالوا صاحب رسول الله ÷ رآه، وسمع منه، ولفق عنه، فيأخذون بقوله، وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم به لك.