حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الحديث الثاني في أن عليا (ع) أول من أسلم عن زيد بن أرقم]

صفحة 89 - الجزء 1

  وكحلمه عن عثمان وقد ضربه عند دخوله إليه حتى بلغ ما في نفسه ذكره ابن أبي الحديد، ومنه تعلم المأمون الحلم وغيره وغير ذلك مما يملأ أسفاراً لو نقل.

  وكفاه حكم رسول الله ÷ بذلك إن هو إلا وحي يوحى، ولو رام الناس أن يبلغوا مبلغه في الحلم والعلم مع قوله ÷: «أكثرهم، وأعظمهم» التي هي صيغة اسم التفضيل لما استطاعوا، وناهيه بها من مزية على سائر الأمة، وإن ورمت لذلك أنوف النواصب والمارقين، {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}⁣[النساء: ٥٤].

  قال #: (إني لأستحيي من الله أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أعظم من حلمي، أو عورة لا يواريها ستري أو خلة لا يسدها جودي) أخرجه ابن عساكر⁣(⁣١).

[الحديث الثاني في أن علياً (ع) أول من أسلم عن زيد بن أرقم]

  [٦] (أحمد، حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة مولى الأنصار، عن زيد بن أرقم، قال: أول من أسلم مع رسول الله ÷ علي بن أبي طالب كرم الله وجهه)⁣(⁣٢).

  الحاشية: هذا السند كله من رجال الشيخين والأربعة إلا أبا حمزة فلم يخرج له إلا البخاري والأربعة.

  ووكيع: كان من عيون الزيدية، وأخرج له من أئمتنا الخمسة.

  وعمرو: أخرج له أبو طالب والمرشد بالله.


(١) تاريخ ابن عساكر (٤٢/ ٥١٧) عن الشعبي، ورواه أيضاً الإمام أبو طالب في الأمالي (٦٢) عن الشعبي.

(٢) مسند أحمد (٥/ ٤٩٥) رقم (١٨٧٩٥) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وفي الطبعة الأخرى بتحقيق حمزة أحمد الزين (١٤/ ٤٣٠) رقم (١٩١٧٧) [طبعة دار الحديث/القاهرة مصر الطبعة الأولى/١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م] وقال المحقق: إسناده صحيح، وأبو حمزة مولى الأنصار هو طلحة بن يزيد الأيلي، وثقه النسائي، وحديثه عند البخاري.