[أدلة أخرى على الخلود]
  وفي هذه الأحاديث أيضاً مما اتفق عليه شيخاهم محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج القشيري في صحيحيهما ستة وثلاثون حديثاً، وانفرد البخاري مما نقلناه بثلاثة عشر حديثاً، ومسلم بثلاثة وعشرين حديثاً.
[أدلة أخرى على الخلود]
  وأما من لم تنص الأحاديث على كفره فقد شملته الآيات القرآنية والسنة الصحيحة، وقد قدمنا شيئاً من ذلك، يزيد ذلك تأكيداً وبياناً مما رواه الخصوم:
  ما أخرجه الشيخان، وابن حميد، وابن مردويه عن عمر عن النبي ÷ قال «يدخل أهل الجنةِ الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ، ثم يقوم مؤذن بينهم: يا أهل النار لا موت، ويا أهل الجنة لا موت، كل خالد فيما هو فيه»(١).
  وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قال النبي ÷ «يقال لأهل الجنة خلود ولا موت، ولأهل النار خلود ولا موت»(٢).
  وأخرج ابن حميد وابن ماجة وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷ «يؤتى بالموت في هيئة كبش أملح فيوقف على الصراط، فيقال لأهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين مخافة أن يخرجوا مما هم فيه، فيقال تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، فيقال لأهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا مما هم فيه فيقال أتعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، فيؤمر به فيذبح على الصراط، فيقال للفريقين: خلود فيما تجدون
(١) البخاري (٥/ ٢٣٩٦) رقم (٦١٧٨)، ومسلم (٤/ ٢١٨٩) رقم (٢٨٤٩)، ومسند عبد بن حميد (١/ ٢٤٥) رقم (٧٦١).
(٢) البخاري (٥/ ٢٣٩٦) رقم (٦١٧٩).