الجواب الأسد في شفاعة قارئ سورة الصمد،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل [في معنى الخلود]

صفحة 174 - الجزء 1

فصل [في معنى الخلود]

  فإن قيل: الخلود هو المكث الطويل في حق المسلم بدلالة أحاديث الخروج واللغة، وتصدق على ذلك كما تصدق على الكافر بالمكث المقيد من خارج بعدم الإنقطاع.

  قلت: العرب لا تعرف للخلود إلا معنى واحداً، ولو كان لعرفته المبتدعة قبل هذا القائل.

  قال المسعودي وهو غير متهم: وقد انعقد الإجماع على أن المراد بالخلود الدوام. انتهى.

  وأما ما استروح به القائل من كلام الأساس حيث قال - خلد بالمكان وأخلد: أطال به الإقامة.

  فلا جدوى له فيه، لأنه إذا كان هذه العبارة مطلقة فقد قيدها بما هو المعروف عند أهل اللغة بقوله في كشافه عند قوله تعالى {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٥}⁣[البقرة: ٢٥]، ما لفظه:

  الخلد: الثبات الدائم، والبقاء اللازم الذي لا ينقطع، قال الله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ٣٤}⁣[الأنبياء: ٣٤].

  وقال امرئ القيس:

  ألا انعم صباحاً أيها الطلل البالي ... وهل ينعمن من كان في العصر الخالي