فصل [في معنى الخلود]
  وهل ينعمن إلا سعيد مخلد ... قليل الهموم ما يبيت بأوجالي
  وقال في القاموس وشرحه - مع شكيمتهما في اعتقاد خروج العصاة من النار - ما لفظه: الخلد بالضم الدوام والبقاء في دار لا يخرج منها المخلود، ودار الخلود الآخرة لبقاء أهلها.
  وقالا أيضاً: وخلد يخلد خلوداً بالضم: دام وبقي وأقام، وخلد بالمكان يخلد خلوداً، وكذا خلد إليه إذا بقي وأقام بما يخلد وخلد فيهما.
  قال الشارح: وسوى الزجاج بينهما يقال خلده الله تخليداً وأخلده إخلاداً، وأهل الجنة خالدون مخلدون، وأخلد الله أهل الجنة إخلاداً. انتهى.
  فهذا الذي يعرفه أهل اللغة، وأما الأحاديث فهي معارضة بأكثر منها من رواية الفريقين، على أن أحاديث الخروج مختص روايتها بالمبتدعة القاسطة، ورواية المبتدع فيما يقوي بدعته عند المنصفين، ثم إن القرآن يمنع من صحة شيء منها، قال تعالى: {إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ ٤٥}[الشورى: ٤٥].
  قال في القاموس وشرحه: والمقامة بالضم الإقامة.
  وقالا: أقام بالمكان إقامة: أدام، وأقام الشيء إقامة أدامه.
  وقال في الصحاح: وأقام الشيء أي أدامه، والمقامة بالضم: الإقامة.
  وقال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ٧٤ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٥}[الزخرف: ٧٥].
  قال في القاموس: فتر يفتر ويفتر فتوراً وفتاراً: سكن بعد حدة ولان بعد شدة.
  وقال في الصحاح: الفترة الإنكسار والضعف.