الجواب الأسد في شفاعة قارئ سورة الصمد،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل [في معنى الخلود]

صفحة 176 - الجزء 1

  فنفى الله عنهم انكساره وضعفه، وأوجب لهم دوامه وشدته.

  وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ٢٣}⁣[الجن: ٢٣].

  قال في الصحاح: والأبد الدائم، والتأبيد التخليد، وأبد بالمكان يأبد - بالكسر - أبوداً: أقام به.

  وفي القاموس وشرحه: والتأبيد التخليد، والأبد الدائم، وأبد بالمكان يأبد - بالكسر - أبوداً - بالضم - أقام ولم يبرح.

  وقال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ}⁣[السجدة: ٢٠].

  وقال تعالى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ١٥ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ١٦}⁣[الإنفطار: ١٤ - ١٥].

  قال في القاموس وشرحه: وفجر فجوراً عصى وخالف، وبه فسر ثعلب قولهم: ونخلع ونترك من يفجرك، فقال من يعصيك ويخالفك، ومنه حديث عمر أن رجلاً استأذنه في الجهاد فمنعه، فقال إن أطلقتني وإلا فجرتك: أي عصيتك وخالفتك ومضيت إلى الغزو. انتهى.

  وله معان في اللغة يجمعها المعصية لله تعالى.

  وهذه الآيات واردة في عصاة المسلمين لا يدفعها إلا مكابر، والمكابر لا يناظر، ويسده ما سد على نفسه.

  فإن قلت: إذا كانت الشفاعة في خروجه عن استحقاق النار، ولا دار بعدها