الجواب الأسد في شفاعة قارئ سورة الصمد،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[توضيح معنى الصحابي والرد على مصطلح أهل الحديث]

صفحة 19 - الجزء 1

  وإن أباكم حيدراً بعده الذي ... حماه وقد قامت على هدمه العدى

  فلا تهدموا بنيان والدكم وقد ... تحسى أبوكم دونه جرع الردى

  فشر فتى في العالمين فتى أتى ... وقد أصلحت كفا أبيه فأفسدا

[توضيح معنى الصحابي والرد على مصطلح أهل الحديث]

  وإذا قد جرى عنان القلم وجب علينا توضيح ما أجمل حتى يكون الناظر في أمره على بصيرة، فنقول:

  اعلم أن الأمة المحمدية افترقت بعد نبيها ÷ فرقتين، فرقة تشبثت بغرزة أهل بيت نبيها وهم كبار الصحابة والعلماء منهم العاملون، وفرقة باينتهم وهم الكثير، ثم إن الشر زاد، والخير غاض إلا ثمد يسير، فنجم النفاق، واستطاع الغواة إظهار الأحقاد، وكان من طلائع ذلك يوما الجمل وصفين، وما أتى بعد ذلك إلى يوم الدين، والخلف يحذو حذو السلف، إلا أن آخرهم لما لم يستطيعوا ما استطاع سلفهم، اختلقوا لهم أخباراً على لسان النبي ÷ تؤيد ما أصله لهم أسلافهم، واجتهدوا في قواعد واصطلاحات زعموا عِلْمَهَا الشَّرَفَ الأعلَى، والعملَ بِهَا المنهج الأسوى، ليس عليها من الشارع دليل، ولا عليها برهان صحيح.

  ومن نتائج تلك الإصطلاحات والقواعد: أن كل من رأى النبي ÷ مصدقاً به فهو بتلك الرؤية صحابي معصوم في روايته عن الكذب، ولا كلام في عدالته، ولو باحثتهم في ذلك لم يجيبوك - مع الحرطمة والبرطمة - إلا