الجواب الأسد في شفاعة قارئ سورة الصمد،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[السبب في رواية أهل البيت عن أعدائهم]

صفحة 30 - الجزء 1

  الطاهرين القاضي لهم بذلك قوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ٢١}⁣[الطور: ٢١]، ونحو ذلك كتاباً وسنة، ومن خرج عنهم، ولأعدائهم والى، وفي حزب القاسطين صار، فلنفسه وضع، وعاد تابعاً بعد أن كان متبوعاً، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}⁣[المائدة: ٥١]، وما ضر أتباع السلف الصالحين الأئمة الهاشميين، محمد المصطفى وعترته النجباء، كما لم يضر خروج ولد نوح آل نوح، ولا آل إبراهيم ولا آل موسى من خرج، على أن الدعوة إلى ما دونه المصطفى عن ربه وبين مجمله المرتضى بعده، ونقحت العترة ما موهه الضالون خلفه، فبأولئك الإهتداء، وبهم في الدين يقتدى، قال تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}⁣[الأنعام: ٩٠]، على رغم كل قاصد مناصب، أو كاذب أو مكذب لهم مباهت.

[السبب في رواية أهل البيت عن أعدائهم]

  فإن قيل: إنهم يروون عن أعدائهم ويحتجون برواتهم.

  قلت: أما السلف الأول: من الهادي إلى الحق إلى الوصي سوى الحافظ المرادي، فلا، وهذه أسانيدهم ومروياتهم في أيدي أتباعهم كثيرة، وعلى البسيطة معروفة مشهورة لم يوجد فيها ناصبي ولا قاصد برواية، ولا ضعيف في دينه أو ضبطه، ولا متهوم على أهل بيت نبيه.

  وأما من بعدهم: فإن السادة الهارونيين ثم من بعدهم توسعوا في الرواية، واحتجوا على الخصم بروايته، ومزجوا رواة أصحابنا برواتهم، ووكلوا الخلف إلى معرفتهم بعلوم السلف ورواتهم، ولم يعلموا بما طرأ على من