الجواب الأسد في شفاعة قارئ سورة الصمد،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[حكم إرسال الحديث عند أهل البيت $]

صفحة 31 - الجزء 1

  بعدهم من التقصير، وعدم عض الناجذ على معرفة رواة أسلافهم، بل عكف كثير منهم على كتب التقليد حتى جهل التمييز، واشتبه عليه القاصد من الشيعي، والثقة من ضده، ولم يترجم لأولئك إلا أصحابهم المعنيون بمعرفتهم، فاحتاج من أتى إلى البحث عن أولئك الرواة للمعرفة والتمييز، وما في ذلك من ضير:

  علمت الشر لا للشـ ... ـشر لكن لتوقيه

  وأما ما رواه الآل وأتباعهم: فتراجمهم في غضون مؤلفاتهم معروفة، وبعض المؤلفات بها مخصوصة كتأليف أبي القاسم عبد العزيز بن إسحاق، ولعلي بن الحسين الأصفهاني، ونصر بن مزاحم، وأبي مخنف وغيرهم الطيب الحسن، ويقرب منهم أبو جعفر الطبري في ذيل المذيل، ومن طلب وجد إن شاء الله.

  فإن قيل: إنكم تأخذون من مؤلفاتهم وبرواياتهم تعملون.

  قلت: أخذنا عنها على أحد وجهين:

  إما احتجاجاً عليهم برواياتهم: وهو الغالب، والحق ما شهدت به الأعداء، وفي الظنيات الموافقة لحكم الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة بروايات الآل وأتباعهم، وكان المأخوذ عن المطاعن الصحيحة سالماً، وفي دلالته غير مباين لأدلة مواضعها في الأصول، ويشهد لها قول الوصي: (ما كلمة حكمة في جوف منافق يقبضه الله حتى يلقيها على فمه) أو كما قال، وقوله ÷ «الحكمة ضالة المؤمن».

[حكم إرسال الحديث عند أهل البيت $]

  فإن قيل: إنهم حفظوا أخبارهم بسلسلة الإسناد فتميز الثقة عندهم من