فصل [تأويل الحديث بما يوافق الكتاب والسنة والعقل واللغة]
  موجب النداء شغل.
  وقوله ÷ في الحديث «عن يمينه ثمانية أذرع وعن شماله ثمانية أذرع» دليل على أنه الطريق، ويدفع رواية الخصوم أن الصراط على متن جهنم أدق من حد السيف، وتوسعته كرامة لهذا الولي، كما أكرم بأخذ جبريل # بحجزته.
  وقوله ÷ «وهو مطلع في النار»، قال الأصمعي: وقد يكون المطلع المصعد من أسفل إلى المكان المشرف. انتهى.
  أي مشرف من موضع في عرصة الموقف على أهل استحقاق النار.
  وقوله ÷ «يميناً وشمالاً» ظاهر في التفاته لمن يجوز له الشفاعة.
  وقوله ÷ «بذنب» مطلق مقيد بغير كبيرة شرك أو غيره للأدلة الآتية.
  وقوله ÷ «بغير شرك» قيد ببعض أجزاء القيد، وتخصيص الشرك بالذكر إما إيكالاً لهم إلى ما قد سمعوه في الكبائر، أو أنه قاله قبل نزول الوعيد عليها، والله أعلم.
  وقوله ÷ «فيخرجه» أي تخرجه شفاعته عن الحكم عليه بدخول النار.
  واستعمال الإخراج وما في معناه في معنى الدفع، والدفع جائز.
  ويدل على ذلك: قوله ÷ فيما رواه بعض أئمتنا «أما هذا فدخل الجنة، وأما هذا فخرج من النار».
  وقوله ÷ فيما رواه بعض المفسرين أنه لما سمع مؤذناً بلغ أشهد أن محمداً رسول الله قال «خرج من النار».
  وحديث أنس أن النبي ÷ سمع مؤذناً يقول أشهد أن لا إله إلا الله فقال