الجواب الأسد في شفاعة قارئ سورة الصمد،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الآيات التي يحتجون بها في الخروج من النار وبيان معناها]

صفحة 41 - الجزء 1

فصل [السبب الملجيء إلى تأويل الحديث]

  إن قيل: لأي موجب ألجاكم إلى هذا التأويل؟.

  قلت: ألجأني إليه الأدلة القاضية بخلود من دخل النار، وأنه لا شفاعة لمن وجب له دخولها قال تعالى: {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ٢٨ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩}⁣[ق: ٢٩]، {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}.

[الآيات التي يحتجون بها في الخروج من النار وبيان معناها]

  فإن قيل: الأدلة تلك إنما هي في الكافرين وإن عم بعضها العصاة، فقد خص بقوله تعالى {يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ}⁣[البقرة: ١٢٩، المائدة: ١٨، ٤٠]، وقوله {خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}⁣[الأنعام: ١٢٨]، وما روي عنه ÷ في خروج أهل لا إله إلا الله إما بالشفاعة، أو الفداء بكتابي، أو بالرحمة البالغ ذلك إلى نيف وثلاثين وأربعمائة حديث.

  قلت: دخولهم بالعموم معلوم ودعوى التخصيص مدفوع:

  أما آية المشيئة: فقد بين سبحانه في آيات كثيرة من يشاء أن يغفر له، وقال تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}⁣[البقرة: ٣١]، وما في معناها من الآيات والأحاديث الصحيحة الصالحة للتقييد.

  وأما آيتي الإستثناء:

  فإن كان منفصلاً: فالمعنى ما شاء لهم من مزيد العذاب الذي لا يعلم كنهه