[الآيات التي يحتجون بها في الخروج من النار وبيان معناها]
  إلا هو، ونحو ذلك من الأوجه التي ذكرها المحققون.
  وإن كان متصلاً: فقد بسط الأصحاب في تحقيقه، وقد ظهر لي وجه آخر ما أدري هل قد ذكره أحد من علمائنا أم لا، وهو: أنه تعالى استشنى من خلودهم في مقارِّهم ومنازلهم خروجَهم لشرب الحميم، قال تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ٤٤}[القمر: ٤٤]، فالآية دالة أن موضع الحميم خارج عن مقارِّهم.
  قيل: هو واد يجتمع فيه صديد أهل النار فينطلقون إليه.
  قال الرازي في تفسيره: لأنهم يخرجون فيستغيثون فيظهر لهم من بُعْدٍ شيءٌ مائعٌ هو صديدهم المغلي فيظنونه ماء فيدورون عليه ... إلى آخره.
  وقوله تعالى: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ٦٤ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ٦٥ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ٦٦ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ٦٧ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ٦٨}[الصافات].
  قال جار الله بعد أن ذكر وجهاً، ثم قال - ومعنى الثاني أنهم يذهب بهم عن مقارهم ومنازلهم في الجحيم، وهي الدركات التي أسكنوها إلى شجرة الزقوم فيأكلون إلى أن يملئوا ويسقون بعد ذلك ثم يرجعون إلى دركاتهم.
  وقال مقاتل: هذا دليل على أنهم عند الشرب لم يكونوا في الجحيم، وذلك لأن شراب الحميم خارج فهم يوردون الحميم لأجل الشرب كما تورد الإبل على الماء، ثم يردون إلى الجحيم.
  فهذا الذي ظهر لي والقرآن يفسر بعضه بعضاً، والله أعلم.
  ويؤيد ما ذكرنا: قرآة من قرأ (ثم إن منقلبهم لإلى الجحيم).
  وأما الشفاعة: فللنبي ÷ المقام المحمود لأوليائه من عباد الله المخلصين،