الجواب الأسد في شفاعة قارئ سورة الصمد،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الآيات التي يحتجون بها في الخروج من النار وبيان معناها]

صفحة 43 - الجزء 1

  ومن يستحقها من المؤمنين.

  وما روي من الأحاديث من خروج أحد من النار وسلمت طرقها من المطاعن وجب تأويلها إن أمكن صوناً لها بنسبتها إلى النبي ÷ وتعظيماً لشأنه، وإن امتنع التأويل فالمعلوم أن النبي ÷ لا يخالف كتاب ربه ولا يقول بنقيضه، ومن قال بذلك فقد افترى {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ٢٧٠}⁣[البقرة: ٢٧٠]، {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}⁣[غافر: ١٨]، {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}⁣[سبأ: ٢٣]، {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}⁣[الأنبياء: ٢٨]، {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ٢٦}⁣[النجم: ٢٦]، وفي آية الركون إلى الظلمة {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ١١٣}⁣[هود: ١١٣]، {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ١٩}⁣[الزمر: ١٩]، {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}⁣[الزمر: ٤٤]، {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ١٢٣}⁣[النساء: ١٢٣].

  فإن قيل: الظلم هو الشرك لقوله تعالى {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٢٥٤}⁣[البقرة: ٢٥٤]، {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ١٣}⁣[لقمان: ١٣]، وما روي عن النبي ÷ «إن الظلم في القرآن هو الشرك بالله».

  قلت: الشرك بالله أعظم الظلم وأقبحه، وهو أنواع كثيرة، مناطُهُ المعصية لله تعالى.

  قال في الصحاح والقاموس وشرحه: الظلم أصله وضع الشيء في غير موضعه، فثبت أن واضع المعصية موضع الطاعة ظالم، قال تعالى {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ