الجواب الأسد في شفاعة قارئ سورة الصمد،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل [جواز إطلاق اسم الكفر على مرتكب الكبيرة]

صفحة 47 - الجزء 1

فصل [جواز إطلاق اسم الكفر على مرتكب الكبيرة]

  لا مانع من إطلاق الكفر على صاحب الكبيرة بدليل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ٩٧}⁣[البقرة: ١٥٨]، وإذا حكم الله به لتارك الحج مستطيعاً فغيره من أهل الكبائر مقيس عليه.

  يؤيده: قول علي # وقد سأله رجل، فقال يا أمير المؤمنين: أرأيت قومنا مشركون هم - يعني أهل القبلة - قال (لا والله ما هم مشركون، ولو كانوا مشركين ما حلت لنا مناكحتهم، ولا ذبائحهم، ولامواريثهم، ولا المقام بين أظهرهم، ولا جرت الحدود عليهم، ولكنهم كفروا بالأحكام وكفروا بالنعم، وكفر الأعمال غير كفر الشرك) رواه الناصر #(⁣١)، عن محمد بن منصور عن أحمد عن حسين عن أبي خالد عن زيد عن آبائه $، وهذا السند عند العترة الطاهرة في أعلى طبقات الصحة.

  وقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} الآية، [البقرة: ٢٥٣]، واحتج بها أمير المؤمنين أيضاً بصفين.

  ومنه حديث ابن مسعود مرفوعاً «وإن الكذب من الفجور، وإن الفجور من


(١) البساط (١٠٠).