الفصل الأول في آداب العالم في نفسه
  على خوفه في جميع حركاته وسكناته(١)، في(٢) أقواله وأفعاله، فإنه أمين على ما أودع من العلوم، وما منح من الحواس والفهوم، قال الله تعالى: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٧} وقال تعالى: {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}.
  قال الشافعي: ليس العلم ما حفظ، العلم ما نفع، وعليه بدوام السكينة والوقار، والخشوع والورع، والتواضع والخضوع.
  ومما كتب مالك(٣) إلى الرشيد(٤): إذا علمت علماً فلْيُرَ
(١) قال الإمام علي #: (أوضع العلم ما وقف على اللسان وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان) نهج البلاغة.
(٢) في (أ): وأقواله.
(٣) هو: مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري، أبو عبد الله إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية، مولده ووفاته بالمدينة، له: (الموطأ) وغيره توفي سنة ١٧٩ هـ. (معجم رجال الاعتبار وسلوة العارفين صـ ٣٦٣).
(٤) هو: هارون المسمى بالرشيد، خامس بني العباس، ولد ونشأ ببغداد، ونصب نفسه سنة ١٧٠ هـ، وهو ذو جبروت وبطش، في عهده قتل الكثير من أهل البيت، توفي بطوس سنة ١٩٣ هـ. (المصدر السابق ص ٤٥١).