آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الأول في آداب العالم في نفسه

صفحة 22 - الجزء 1

  الثالث: أن يصون العلم كما صانه علماء السلف⁣(⁣١)، ويقوم له بما جعله الله تعالى له⁣(⁣٢) من العزة والشرف، فلا يدنسه بالأطماع، ولا يذله بذهابه ومشيه إلى غير أهله من أبناء الدنيا من غير ضرورة، أو حاجة أكيدة، ولا إلى من يتعلمه منه منهم، وإن عظم شأنه وكبر قدره وسلطانه.

  قال الزهري⁣(⁣٣): هوان بالعلم أن يحمله العالم إلى بيت المتعلم.

  وقال مالك بن أنس للمهدي⁣(⁣٤) وقد استدعاه لولديه يعلمهما: العلم أولى أن يوقر ويؤتى، وفي رواية: العلم يزار


(١) بل كما صانه أهل البيت قرناء القرآن والثقل الأصغر وسفينة نوح، وباب حطة وأمان أهل الأرض.

(٢) له، ليست في (ب).

(٣) هو: محمد بن عبيد الله الزهري أبو بكر، تابعي، من أهل المدينة كان أحد أنصار الأمويين، دعاه الإمام زيد بن علي # للخروج معه فأبى، توفي قبل سنة ١٢٣ هـ، وقيل: سنة ١٢٥ هـ (المصدر السابق ص ٤٠٣).

(٤) هو: محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي العباسي، من ملوك الدولة العباسية الجبابرة في العراق، ولد بإيذبج (من كور الأهواز) وولي بعد وفاة أبيه وبعهد منه سنة ١٥٨ هـ، وهو أول من لعب بالصوالجة في الإسلام، توفي سنة ١٦٩ هـ (الأعلام ٦/ ٢٢١).