الفصل الأول في آداب العالم في نفسه
  ولا يزور، ويؤتى ولا يأتي، وفي رواية: أدركت أهل العلم يؤتون ولا يأتون، ويروى عنه أيضاً أنه قال: دخلت على هارون الرشيد فقال: يا أبا عبد الله، ينبغي أن تختلف إلينا حتى يسمع صبياننا منك (الموطأ)، قال: فقلت: أعزك الله، إن هذا العلم منكم خرج، فإن أنتم أعززتموه عزّ، وإن أنتم(١) أذللتموه ذلَّ، والعلم يؤتى ولا يأتي، فقال: صدقت، اخرجوا إلى المسجد حتى تسمعوا من سمع الناس(٢).
  ويروى أن الرشيد سأله هل لك دار؟ فقال: لا، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار، وقال: اشترِ بها داراً، فأخذها ولم ينفقها، فلما أراد الرشيد الشخوص إلى العراق قال لمالك: ينبعي لك أن تخرج معنا، فإني عزمت أن أحمل الناس على (الموطأ)، كما حمل عثمان الناس على القرآن، فقال له: أما حمل الناس على (الموطأ) فليس إلى ذلك سبيل؛ لأن أصحاب رسول الله ÷ افترقوا بعده في الأمصار فحدّثوا، فعند أهل
(١) أنتم، سقط من (أ).
(٢) في (ب): حتى تسمعوا مع الناس.