الفصل الثاني في آداب العالم في درسه
  والسلام على إخوانه من المسلمين، والدعاء للسلف الصالحين.
  ويحكى عن بعضهم أنه كان يكتب حتى تكل يده ويعجز(١)، فيضع القلم ثم ينشد:
  لئن كان هذا الدمع يجري صبابةً ... على غير ليلى فهو دمع مضيع
  وهذا من باب قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ٦٠ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ٦١}[المؤمنون: ٦١].
  قال الحسن(٢): كانوا يعملون أعمال البر، ويحسبون أن لا يتقبل منهم.
  الثاني: إذا خرج من بيته دعا بالدعاء الصحيح عن النبي ÷ وهو: «اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضَلّ، أو أزِل أو أزلّ، أو أظلِمَ أو أُظلَم، أو أجهلَ أو يُجهل عليّ، عزّ
(١) ويعجز، سقط من (ب).
(٢) هو: الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، أبو سعيد،. مولى أم سلمة، أحد الأعلام، كان إمام أهل البصرة، ومن عظماء التابعين وكبارهم توفي سنة ١١٠ هـ انظر: (معجم رجال الاعتبار صـ ١١٤).