آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

آداب العلماء والمتعلمين

صفحة 6 - الجزء 1

  الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجور إلى العدل ويهديهم الطريق الصواب، فبالعلم تقام الحدود، وبالعلم يسعد الناس، وهو أفضل الأعمال والسبيل إلى الجنة، كما أخبرنا رسول الله ÷ فقال: «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإنه ليستغفر لطالب العلم من في السموات ومن في الأرض حتى حيتان البحر وهوام البر، والطير في السماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب»، وبالرغم من هذه الأهمية القصوى للعلم إلاّ أننا نسمع ونرى في هذا العصر عدم الإهتمام به وعدم الحث على تعلمه وتعليمه والتأدب بآدابه استجابة للحياة الدنيا وملهياتها، وكما أن للعلم تلك الميزة العظيمة فإن لطلبه شروطاً وآداباً يجب التخلق بها أثناء طلبه وتدريسه لتتحقق ثماره وتظهر فائدته.

  فقد حث الأئمة والعلماء - رحمهم الله - على ذلك ونبّهوا إليه ووضّحوا الآداب في كتب وملاحظات هنا وهناك.

  فكان مما وقفت عليه من ذلك كتاب (آداب العلماء والمتعلمين) الذي جمعه العلاّمة الحسين بن القاسم بن