آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الثالث في آداب العالم مع طلبته

صفحة 68 - الجزء 1

  الحديث، ويكره له ما يكره لنفسه⁣(⁣١)، وينبغي أن يعتني بمصالح الطالب ويعامله بما يعامل به أعزّ أولاده من الحنو والشفقة عليه، والإحسان إليه، والصبر على جفاءٍ ربما وقع منه ونقصٍ لا يكاد الإنسان يخلو عنه، وسوء أدب في بعض الأحيان، ويبسط عذره بحسب الإمكان، ويوقفه مع ذلك على ما يصدر⁣(⁣٢) منه، بنصح وتلطف، لا بتعنيف وتعسف، قاصداً بذلك حسن تربيته، وتحسين خلقه، وإصلاح شأنه، فإن عرف ذلك لذكائه بالإشارة، فلا حاجة إلى صريح العبارة، وإن لم يفهم ذلك إلا بصريحها أتى به، وراعى التدريج في التلطف، ويؤدبه بالآداب السنية، ويحرضه على


(١) قال أمير المؤمنين ~ لابنه الحسن #: (يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم، وإن قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك ...) شرح نهج البلاغة ٣/ ٥٩٥. خطبة رقم (٣١).

(٢) في (ب): صدر.