الفصل الثالث في آداب العالم مع طلبته
  الأخلاق المرضية، ويوصيه بالأمور العرفية، الموافقة للأوضاع الشرعية.
  الخامس: أن يسمح له بسهولة الإلقاء في تعليمه، وحسن التلطف في تفهيمه، لا سيما إذا كان أهلاً لذلك، بحسن أدبه وجودة طلبه، ويحرضه على ضبط الفوائد، وحفظ النوادر الفرائد، ولا يدخر عنه من أنواع العلوم، وما يسأله عنه وهو أهل له؛ لأن ذلك ربما يوحش الصدر، وينفر القلب، ويورث الوحشة، وكذلك لا يلقي إليه ما لم يتأهل له؛ لأن ذلك يبدد ذهنه، ويعوق فهمه، فإن سأله الطالب شيئاً من ذلك لم يجبه، ويعرّفه أن ذلك يضره ولا ينفعه، وإن منعه إياه شفقة عليه ولطفاً به لا يخل عليه، ثم يرغبه عند ذلك في الإجتهاد والتحصيل، ليتأهل لذلك وغيره.
  السادس: أن يحرص على تعليمه وتفهيمه ببذل جهده، وتقريب المعنى له، من غير إكثار لا يحتمله ذهنه، أو بسط لا يضبطه حفظه، ويوضح لمتوقف الذهن العبارة، ويحتسب إعادة الشرح له(١) وتكراره، ويبدأ
(١) له، سقط من (ب).