آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الثالث في آداب العالم مع طلبته

صفحة 77 - الجزء 1

  كان مريضاً عاده، وإن كان في غم خفض عليه، أو في أمر يحتاج إليه فيه أعانه، وإن كان مسافراً تفقد أهله ومن يتعلق به، وسأل عنهم ويعرض لحوائجهم ووصلهم بما أمكن، وإن لم يكن في شيء من ذلك توّدد إليه ودعا له.

  واعلم أن الطالب الصالح أعود على العالم بخير الدنيا والآخرة من أعز الناس عليه، وأقرب أهله⁣(⁣١) إليه.

  الرابع عشر: أن يتواضع مع الطالب وكل مسترشد، إذا قام بما يجب عليه من حقوق الله وحقوقه، ويخفض له جناحه، ويلين له جانبه، قال الله تعالى لنبيه ÷: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٢١٥}⁣[الشعراء: ٢١٥]، وصح عنه ÷: «إن الله تعالى أوحى إليَّ أن تواضعوا، وما تواضع أحد إلا رفعه الله»⁣(⁣٢) وهذا في التواضع لمطلق الناس، فكيف من له حق الصحبة، وحرمة التردد، وصدق التودد،


(١) في (ب): وأقربهم.

(٢) الحديث أخرجه مسلم برقم (٦٤)، باب الجنة، وفي سنن أبي داود برقم (٤٨٩٥)، وفي سنن ابن ماجة برقم (٤١٧٨)، (٤٢١٤)، وفي غيرها انظر: (موسوعة أطراف الحديث ٣/ ١٤١).