آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الرابع في آداب المتعلم في نفسه

صفحة 81 - الجزء 1

  يقصد به الأغراض الدنيوية من تحصيل الرئاسة، والجاه والمال، ومباهاة الأقران، وتعظيم الناس له، وتصديره في المجالس، ونحو ذلك فليستبدل الأدنى بالذي هو خير.

  والعلم عبادة من العبادات وقربة من القرب، فإن خلصت فيه النية قبل وزكا، ونمت بركته، وإن قصد به غير وجه الله حبط وضاع وخسرت صفقته⁣(⁣١)، وربما كان ذلك سبباً في فوات تلك المقاصد، فلا ينالها فيخيب قصده، ويضيع سعيه.

  الثالث: أن يبادر شبابه وأوقات عمره فيصرفها إلى التحصيل، ولا يغتر بخدع التسويف والتأمل⁣(⁣٢)، فإن كل ساعة تمضي من عمره لا بدل لها ولا عوض عنها، ويقطع ما يقدر على قطعه من العلائق الشاغلة والعوائق المانعة عن تمام الطلب، وبذل الإجتهاد وقوة الجد في التحصيل، فإنها كقواطع الطريق، ولذلك استحب السلف التّغرب عن


(١) قال رسول الله ÷: «لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتحتازوا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار».

(٢) في (ب): والتأميل.