الفصل الرابع في آداب المتعلم في نفسه
  وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»(١) رواه الترمذي(٢)، فإن زاد فهو إسراف، وقد قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}[الأعراف: ٣١].
  قال بعض العلماء: جمع الله الطب كله بهذه الكلمة.
  السابع: أن يأخذ نفسه بالورع في جميع شأنه، ويتحرى الحلال في طعامه وشرابه، ولباسه ومسكنه، وفي جميع ما يحتاج إليه هو وعياله ليستنير(٣) قلبه، ويصلح لقبول العلم ونوره، والنفع به ولا يقنع لنفسه بظاهر الحل شرعاً، مهما أمكنه التورع، ولم تلجه حاجة، بل يطلب الرتبة العالية، ويقتدي بمن سلف من العلماء الصالحين في التورع عن
(١) الحديث عزاه في موسوعة أطراف الحديث ٩/ ٢٢٥ إلى الدر المنثور للسيوطي ٣/ ٨٠، وعزاه أيضاً إلى تفسير ابن كثير ٣/ ٤٠٣، وعزاه أيضاً إلى تفسير القرطبي ٧/ ١٩٢.
(٢) هو: محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي البوغي الترمذي. أبو عيسى، من أئمة علماء الحديث وحفاظه، تتلمذ للبخاري، وشاركه في بعض شيوخه، مات بترمذ سنة ٢٧٩ هـ، ومن تصانيفه: (الجامع الكبير) في الحديث وغيره (الأعلام ٦/ ٣٢٢).
(٣) في (أ): ليستثير، وهو خطأ.