الفصل الرابع في آداب المتعلم في نفسه
  كثير مما كانوا يفتون بجوازه، وأحق من اقتدي به في ذلك سيدنا رسول الله ÷ حيث لم يأكل التمرة التي وجدها في الطريق خشية أن تكون من الصدقة، مع بعد كونها منها؛ ولأن أهل العلم يقتدى بهم ويؤخذ عنهم فإذا لم يستعملوا الورع فمن يستعمله؟
  الثامن: أن يقلل استعمال المطاعم التي هي من أسباب البلادة، كالتفاح الحامض، والباقلا وشرب الخل، وكذلك ما يكثر استعماله البلغم المبعد للذهن، ككثرة الألبان والسمك ونحو ذلك، ويجتنب ما يورث النسيان بالخاصة كأكل أثر سور الفار، وقراءة ألواح القبور، والدخول بين جملين مقطورين، وإلقاء القمل حية، ونحو ذلك من المجريات.
  التاسع: أن يقلل نومه ما لم يلحقه ضرر في بدنه وذهنه، ولا يزيد في نومه في اليوم والليلة على ثمان ساعات، وهي ثلث الزمان، فإن احتمل حاله أقل من ذلك فعل، ولا بأس أن يريح نفسه وقلبه وذهنه وبصره إذا قلّ شيئاً من ذلك أو ضعف بتنزه وتفرج في المستنزهات، بحيث يعود إلى حاله